في مشهد يعكس تطوره الهائل وتألقه المتصاعد، يقدم المهاجم الدولي لاوتارو مارتينيز إحصاءات مذهلة ترسم مسيرة ذهبية مع منتخب التانغو الأرجنتيني. حيث نجح في تسديد أربعة عشر هدفًا حاسمًا بالإضافة إلى ثلاث تمريرات حاسمة خلال مبارياته العشرين السابقة فقط مع ، مما يجعله أحد أكثر اللاعبين فاعلية وخطورة في الهجوم على مستوى العالم.
شهدت المباراة الودية الأخيرة ضد بورتوريكو، والتي انتهت بفوز الأرجنتين بسداسية نظيفة، تألق مارتينيز بشكل لافت حيث أحرز هدفين قويين. هذان الهدفان لم يكونا مجرد إضافة إلى سجله الشخصي فحسب، بل كانا الشرارة التي أضاءت الرقم القياسي الجديد، مؤكدًا وصوله إلى أربعة عشر هدفًا في عقدين من المباريات الدولية فقط. وكانت الانطلاقة القوية في سلسلة المباريات الودية التحضيرية، حيث قدم أداءً رائعًا بتمريرة حاسمة أمام السلفادور، ثم توج شباك كوستاريكا بهدف، ليتبعها بهدف آخر في مواجهة غواتيمالا.
وفي منافسات كوبا أمريكا 2024، برز مارتينيز كلاعب لا يمكن تعويضه ضمن تشكيلة المدرب ليونيل سكالوني. فسجل هدفًا في شباك المنتخب الكندي، ثم كرر الإنجاز أمام تشيلي، ليثبت جدارته في المواقف الصعبة. ولم يتوقف عطاءه عند هذا الحد، بل شن هجومًا شرسًا على دفاع بيرو ليسجل هدفين، قبل أن يختتم البطولة بشكل دراماتيكي بتسجيله الهدف الأول في المباراة النهائية التاريخية أمام كولومبيا، مساهمًا بشكل مباشر في رفع اللقب.
أما في جولات التصفيات المؤهلة لكأس العالم، فقد واصل المهاجم البالغ من العمر ثمانية وعشرين عامًا حصد الأهداف والصناعات. فقدم عرضًا رائعًا أمام بوليفيا بتسجيل هدف وصناعة آخر، ثم وجد طريقه إلى المرمى في مواجهات باراجواي وبيرو وفنزويلا. كما كانت له بصمات واضحة في المباريات الودية الأخرى، حيث صنع هدفًا في شباك فنزويلا، قبل أن يختتم مسيرته الحافلة في تلك الفترة بتسجيله لهدفين في شباك بورتوريكو.
هذا العائد الهجومي الخارق لم يكن مجرد رقم عابر في سجل اللاعب، بل كان بمثابة تذكرة عبور إلى نادي عمالقة الكرة الأرجنتينية. فقد مكنته هذه الأهداف الأخيرة من رفع رصيده الكلي مع المنتخب الوطني إلى خمسة وثلاثين هدفًا دوليًا. هذا الرقم التاريخي يعني أن مارتينيز قد قام بمُعادلة رقم الأسطورة الأرجنتينية هيرنان كريسپو، أحد أعظم المهاجمين في تاريخ البلاد، في قائمة هدافي المنتخب على مر العصور. هذا الإنجاز الشخصي لا ينفصل عن النجاح الجماعي الذي تعيشه الأرجنتين، مما يضع مارتينيز في موقع مركزي ضمن الخطة المستقبلية للتانغو في سعيه الدائم نحو المزيد من الألقاب.
